أخذ دور الصدفة بالحسبان

بيت القصيد

  • يجب أخذ دور الصدفة بعين الاعتبار عن طريق تحديد مدى الثقة التي يمكن وضعها في نوعية وكمية البراهين المتوفرة

مقدمة: دور الصدفة وقانون الأعداد الضخمة

يعتمد البرهان الجدير بالثقة المشتق من الفحوص العادلة لتأثيرات المعالجات على تجنب الانحيازات، وعلى التعامل مع الانحيازات التي لم يتم تَوَقّيها، ويُسْفِرُ عدم تحقيق ذلك عن عواقب خطرة وقاتلة أحياناً (انظر الفصلين 1 و 2) لا يمكن حلها بالتلاعب بنتائج البحوث مهما بلغ تعقيد ذلك التلاعب الاحصائي، ولكن حتى عند نجاح الخطوات المتخذة لتخفيف الانحيازات، يمكن أن تبقى النتائج مضللة بسبب دور الصدفة.

كلنا يعرف أنه عند رمي قطعة نقود في الهواء بشكل متكرر ليس من الغريب أن تسقط طرةً أو نقشاً لخمس مرات متتابعة أو أكثر، وكلنا يعرف أنه برمي قطعة النقود مرات أكثر يزداد احتمال تساوي الطرة مع النقش، وقد تعكس الفروق الملاحظة عند مقارنة علاجين ببساطة دور الصدفة هذا، فإذا توفي مثلاً 40% من المرضى بعد تلقي المعالجة آ مقارنةً بوفاة 60% من مرضى مشابهين بعد تلقي المعالجة ب، يبين الجدول 1 ما يجب توقعه إذا تلقى كل من المعالجتين 10 مرضى، ويُعَبَّر عن الفرق في عدد الوفيات بين المعالجتين بمصطلح نِسْبَةُ الاخْتِطَار risk ratio وتبلغ في هذا المثال 0.67.

نِسْبَةُ الاخْتِطَار = (آ ÷ ب)

المعالجة ب

المعالجة آ

4 ÷ 6 = 0.67

6 4 عدد المتوفين
10 10  من أصل (المجموع)

جدول 1: هل تقدم هذه الدراسة الصغيرة تخميناً موثوقاً للفرق بين المعالجة آ والمعالجة ب؟

هل من المنطقي استنتاج أن المعالجة آ أفضل من المعالجة ب بناءً على هذه الأرقام الصغيرة؟ ربما كان الجواب كلا، فقد تكون الصدفة هي سبب أن بعض الناس تحسنوا في مجموعة وليس في الأخرى، وإذا تكررت المقارنات بين مجموعات صغيرة أخرى من المرضى، قد ينعكس عدد المرضى المتوفين بالمجموعتين (فيصبح 6 مقابل 4)، أو يأتي الحاصل متعادلاً (5 مقابل 5) أو ببعض النسب الأخرى؛ فقط لمجرد الصدفة.

ولكن ماذا نستنتج إذا لاحظنا وفاة نفس النسبة تماماً من المرضى في كل من مجموعتي المعالجة (40% و 60%) بعد معالجة 100 مريض بكل من المعالجتين (الجدول 2)؟ رغم أن قياس الفرق (نِسْبَةُ الاخْتِطَار) هو نفسه تماماً (0.67) كما في المقارنة الموجودة في الجدول 1، فإن مقارنة 40 وفاة مع 60 وفاة هو فرق أكثر أثراً من مقارنة 4 وفيات مع 6 وفيات، مما يقلل من احتمال أن يكون حدوثه مُجَرَّدَ صُدْفَة.

جدول 2: هل تقدم هذه الدراسة متوسطة الحجم تخميناً موثوقاً للفرق بين المعالجة آ والمعالجة ب؟

 نسبة الاختطار المعالجة ب المعالجة آ
(40:60)= 0.67 40 60 عدد المتوفين
100 100  من أصل (المجموع)

 وبذلك فإن الطريق لتجنب تضليل دور صدفة في الفحوص العادلة للمعالجات هو في بناء الاستنتاجات على دراسة أعداد كبيرة بشكل كافٍ من المرضى الذين يتوفون أو يتدهورن أو يتحسنون أو لا يطرأ على حالتهم تغيير؛ ويطلق على ذلك أحياناً اسم “قانون الأعداد الكبيرة.