أدوية تصحيح اضطرابات نظم القلب في مرضى مصابين بأزمة قلبية

ربما بدت نصيحة الدكتور سبوك منطقية، ولكنها كانت مبنية على فرضية غير مفحوصة، وليس عسيراً العثور على أمثلة أخرى على خطر اتباع نصائح منطقية غير مفحوصة؛ منها مثلاً أن الإصابة بأزمة قلبية قد تترافق أيضاً باضطراب في نظم القلب يزيد من خطر وفاة المريض، وبما أنه توجد أدوية لمكافحة اضطرابات نظم القلب، فإنه يبدو منطقياً الافتراض بأن هذه الأدوية ستخفف خطر الوفاة عقب الأزمات القلبية، أما في الواقع، فكان لهذه الأدوية التأثير المعاكس تماماً

فحصت أدوية مكافحة اضطرابات نظم القلب في تجارب سريرية قبل ترخيصها، ولكن اقتصرت تلك التجارب على النظر فيما إذا كانت تلك الأدوية تخفف اضطرابات نظم القلب، وتبين عند مراجعة البراهين المتراكمة من تلك التجارب بشكل منهجي للمرة الأولى عام 1993 أنه لم يوجد برهان على أنها تخفف معدل الوفيات[2]. ولكن استمر استخدام تلك الأدوية – واستمرت في قتل الناس – لفترة عقد من الزمن تقريباً، وقُدِّر أنها، في أوج استخدامها في أواخر الثمانينيات، قد سببت عشرات آلاف الوفيات المبكرة كل سنة في الولايات المتحدة لوحدها، فكانت تقتل من الأميركيين كل سنة أكثر مما قُتِلَ منهم في المعارك طيلة حرب فيتنام[3]، وظهر لاحقاً أنه لم يتم إطلاقاً نشر نتائج بعض التجارب التي أوحت بأن تلك الأدوية مميتة [4, وانظر أيضاً

Cowley et al 1993]