السؤال 5: ألا تعني الفحوص الجينية – والطب المُشَخُصَن – أنه يمكن للطبيب معرفة المعالجة النوعية اللازمة لكل فرد، مما يجعل كل هذا غير ضروري؟

لاشك بأن تحديد المعالجة النوعية اللازمة لكل فرد اعتماداً على تركيبته الجينية هي فكرة جذابة، وربما كانت ممكنة في حالات قليلة، ولكن لا يحتمل أنها ستصير الطريقة الرئيسة لمعالجة الناس؛ فكما شرحنا عند مناقشة الفحوص الجينية، لا يعتمد حدوث معظم الأمراض على تفاعلات معقدة لعدة جينات فحسب، بل أيضاً على تفاعلات أكثر تعقيداً بين الجينات وبين عوامل بيئية. لنتائج التحاليل الجينية أهمية في تنوير العائلات والأفراد حول اضطرابات موروثة مثل داء هَنْتِنْغتُون والثَلاَسيمِيَّة (مرض دم وراثي) وأمراض أخرى معظمها نادر الحدوث؛ إذ تشكل هذه المعلومات الجينية نعمةً كبيرة عند مشاورة العائلات التي تحدث فيها هذه الحالات، ولكن لا يضيف التحليل الجيني شيئاً للمعلومات المتوفرة من القصة العائلية والفحص السريري للأمراض الأكثر شيوعاً والتي نتعرض جميعاً للإصابة بها، ورغم أن هذا الوضع قد يتغير في المستقبل فإن معرفتنا الراهنة المحدودة توجب توخي الحذر لكي لانفرط بتفسير خطر أمراض شائعة بناءً على تحاليل جينية؛ ونعترف هنا بأن لا أحد من مؤلفي هذا الكتاب قد أجرى تحليلاً لجيناته، لذلك لا تستغرب أننا ننصح عادةً ضد الفحص الجيني إلا إذا كان لدى الشخص (1) قصة عائلية توحي باضطراب جيني نوعي معروف، أو (2) إحدى الحالات القليلة المعروفة حالياً والتي تنبئ فيها دراسة الجينات بمن سيستجيب للمعالجة.

Navigate Content