فما هي الفحوص العادلة إذاً؟

يعرف معظمنا أنه من الخطأ أخذ “حكي الجرائد” عن تطورات طبية جديدة على عواهنه، ولكن الحقيقة الحزينة هي أن ذلك لا يقتصر على التقارير الصحفية، بل يجب التعامل بحذر أيضاً مع تقارير المعالجات، حتى لو نشرت في مجلات طبية محترمة ظاهرياً؛ فمن الشائع نشر ادعاءات مُضَلِّلَة ومُضَخَّمَة حول المعالجات، ومن المهم أن نكون قادرين على تقييم مصداقية كل ما ينشر.

هناك نوعان من الخطر عند أخذ تقارير تأثيرات المعالجات على عواهنها؛ فقد نستنتج خطأً أن معالجة مفيدة فعلاً هي معالجة عديمة الفائدة أو حتى مؤذية، أو نستنتج خطأً أن معالجة عديمة الجدوى أو حتى خطيرة فعلاً هي معالجة مفيدة، ويمكن تجنب الوقوع في مثل هذه الأخطاء باستخدام الفحوص العادلة التي تصمم للحصول على معلومات موثوقة يُعَّول عليها في التعرف على تأثيرات المعالجات، والتي تنبع عدالتها من

  1. مقارنة الند بالند بغية تخفيف تأثير عوامل مُشَوِّهَة (انحيازات)
  2. أخذ دور الصدفة بعين الاعتبار
  3. تقييم كل البراهين الموثوقة ذات الصلة

ويتناول هذا الفصل والفصلين التاليين هذه الخواص الأساسية الثلاث للفحوص العادلة.