هل هناك شخص طبيعي؟
التصوير الطبقي المحوري لكامل الجسم
التصوير الطبقي المحوري لكامل الجسم هو أحد الفحوص التي تَعْرُضُها العيادات الخاصة للنظر إلى الرأس والعنق والصدر والبطن والحوض، ويُعْرَض هذا التصوير على الناس مباشرةً ودون العودة إلى أطبائهم عادةً، ويروج له على أنه طريقة تمكن الشخص من أن يسبق الأمراض الممكنة، مع الوعد بأن النتيجة “الطبيعية” ستكون مطمئنة، وهذا التصوير ليس مكلفاً فحسب، بل أيضاً لا يوجد برهان على أنه يحقق أية فوائد صحية إذا أجري لناس ليست لديهم أعراض أو علامات مرضية. أضف إلى ذلك أن التصوير الطبقي المحوري لكامل الجسم يسبب تعرضاً شعاعياً معتبراً يبلغ حوالي 400 ضعف للتعرض المرافق لأشعة اكس الصدرية، مما دفع بالسلطات الصحية البريطانية المعنية إلى التوصية بإيقاف “الخدمات” التي تعرض التصوير الطبقي المحوري لكامل الجسم لأفراد لا عرضيين، كما أعلنت الحكومة في العام 2010 نيتها تشديد قواعد تطبيق التصوير الطبقي المحوري لكامل الجسم. وبشكل مماثل حَذَّرت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية الشعب من أنه ليس لذلك التصوير فوائد مُثْبَتَة للناس الأصحاء لأنه لن يمنح الناس بالضرورة “راحة البال” التي يأملون الحصول عليها، ولا المعلومات التي تسمح لهم بالوقاية من مشكلة صحية؛ فالنتائج غير طبيعية مثلاً قد لا تكون خطيرة، والنتائج الطبيعية قد تكون غير دقيقة[23, 24, 25]
ايجاد توازن
لن يكون من السهل أبداً ايجاد توازن بين التَصَيُّدْ المحموم للأمراض وبين العجز عن تحديد الناس الذين قد يستفيدون من الكشف المبكر، مما سيقود بلا شك إلى قرارات غير شعبية، حيث يتوجب على كافة أنظمة الرعاية الصحية الاقتصاد في استخدام مواردها لكي تعم الفائدة كل الناس، ويؤكد هذا المبدأ الأساسي أن برامج الفحص الجموعي لا يجب فقط أن تكون مسندةً ببراهين متينة عندما يتم ادخالها، بل يجب أيضاً إبقاؤها تحت المراقبة وتكرار فحص مدى استمرارية فائدتها عندما تتراكم براهين إضافية وعندما تتغير الظروف. تضاف إلى ذلك أهمية تقرير ما إذا كان برنامج الفحص الجموعي سيعرض على قطاعات واسعة من الشعب أو سيستهدف أولئك المعرضين لخطر المرض المعني فقط