صمامات القلب الميكانيكية

ليست الأدوية بالمعالجات الوحيدة التي قد تكون لها تأثيرات سيئة غير متوقعة، فالصمامات القلبية الميكانيكية هي الآن معالجة اعتيادية للمرضى المصابين بأمراض صمامات القلب الخطرة، وقد أدخلت تحسينات كثيرة على تصميمها خلال الأعوام الماضية، ولكن تبين الخبرة المُكتسبة من أحد أنوعها كيف أن مُحاولة التحسين قد تؤدي لعواقب كارثية؛ فقد أدخل في مطلع السبعينيات صمام قلبي عرف باسم بجورك-شيلي، ولكن كانت النماذج الأولية عرضة للخثار (أي تشكل الجلطات) الذي يفسد عملها، مما دفع إلى تعديل تصميم هذا الجهاز في أواخر السبعينيات بغية التغلب على هذه السيئة وانقاص خطر الجلطات. تضمن الجهاز الجديد قرصاً يُثَبَّتُ في مكانه بدعامتين معدنيتين، وتم تركيب عدة آلاف من هذا النموذج الجديد من الصمامات لمرضى في مختلف أنحاء العالم، لكن ولسوء الحظ، كان هناك عَيْبٌ خطيرٌ في بُنْيَة الصمام يؤدي لانتزاع إحدى الدعامتين (وهو خلل يعرف باسم كسر الدعامة) وبالتالي إلى سوء وظيفة الدسام بشكل كارثي كثيراً ما يكون قاتلاً

كانت مشكلة كسر الدعامة قد لوحظت أثناء اختبار الجهاز قبل التسويق، ولكن لم يتم استقصاء سببها بشكل تام، بل عُزِيَتْ إلى عيب في اللّحام، وقبلت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية هذا التفسير كما قبلت تطمينات المُصَنِّع بأن خفض خطر تجلط الصمام يُعَوِّض عن أي خطر محتمل لكسر الدعامة. أما عندما أصبحت البراهين على قصور الصمام الكارثي  باديةً للعيان، فتنشطّت إدارة الدواء والغذاء الأمريكية وفرضت منع الصمام في الأسواق في العام 1986، ولكن ليس قبل أن يموت مئات المرضى موتاً غير مبرر. ورغم أن أنظمة ترخيص المنتجات الطبية قد تحسنت الآن لتشمل رصداً أفضل للمرضى بعد التسويق وسجلات شاملة للمرضى، مازالت هناك حاجة ماسة لشفافية أعظم عند ادخال أجهزة طبية جديدة8